التجريب في الخطاب الروائي الجزائري المعاصر واسيني الاعرج نموذجا.

Abstract

قد تفاعل المنجز الروائي الجزائري باللغة العربية، في العقود الأخيرة مع حركة التجديد والتحديث التي تشهدها الرواية المعاصرة، واستطاع الروائي الجزائري مواكبة التطور الذي يشهده هذا الفن، وضمن هذا المعطى تتموضع روايات واسيني الأعرج كنموذج حداثي، يحاول أن يخلق واقعه الخاص الذي يتجاوز المألوف والمعتاد والمعطى اللغوي الجاهز، فانفتحت رواياته على العديد من النصوص، وتقاطعت مع الكثير من الأشكال السردية، ذات الأصل الأسطوري والعجائبي، الديني، الشعري، التاريخي والشعبي والأدبي... مما خلق لنا نصا روائيا يزخر بالعديد من الإيحاءات والكثير من الرمزية، فيه شخصيات تنوعت أشكال ظهورها من أسطورية، تاريخية، نفسية وعجائبية، والقارئ لهذه النصوص الروائية يجدها تنفتح على شتى المعارف والفنون، بشكل تجريبي ساحر، فيه من الجمال والسحر والغرابة والدهشة، ما يجعل النص الروائي ينفجر بطاقات إبداعية حبلى بالخيال والعجائبي. وقد قسمت هذه الدراسة الى مدخل وثلاثة فصول، إذ ورد المدخل بعنوان: الخطاب الروائي والتجريب ونجد فيه: قراءة في دلالة بعض المصطلحات وتحديد المفاهيم، أما الفصل الأول فوسمته بجماليات التجريب في الخطاب الروائي الجزائري المعاصر، وتناولت فيه جماليات التفاعل النصي وتداخل الخطابات( الخطاب الأسطوري، الديني، التاريخي والشعبي) في نماذج سردية متنوعة لأدباء مشهورين مثل: الطاهر وطار، بشير مفتي، عز الدين جلاوجي، أحلام مستغانمي... وركزت على البعد التجريبي للشخصيات في النصوص المختارة، وكذا جماليات الفضاء المكاني. بينما الفصل الثاني والثالث، فتناولت فيهما تجليات التجريب في الخطاب الروائي عند واسيني الأعرج ومظاهره المختلفة. في الفصل الثاني ذكرت جماليات التفاعل النصي وتداخل الخطابات (الأسطوري، التاريخي، الديني والشعبي)كمظهر من مظاهر التجريب، وأهم الشخصيات التي تباينت أشكال ظهورها من نص لآخر. وأخيرا الفصل الثالث تناولت فيه مظاهر التجريب في الخطاب الروائي، عند واسيني الأعرج (مغامرة التجريب على مستوى المكونات السردية الزمان، المكان، اللغة) وكذا ذكر أهم مظاهر التجريب، على مستوى الشكل الخارجي والداخلي للنص الروائي عند الأعرج. اهتم مبدعنا بطرق شتى أبواب التجريب، ليقدم لنا نصوصا متميزة مخالفة لما ألفناه؛ إننا أمام روائي سكنه هاجس التجريب، فنسج لنا نصوصا ذات طرح جديد، خرجت عن إطار المألوف، وارتقت الى أعلى درجات الروعة والجمال، فصنع الاختلاف على السائد في الرواية الجزائرية المعاصرة باحترافية عالية